منوعات م.ب : لكي لا انسى فرحتي بباكالوريا 2006

لكي لا انسى فرحتي بباكالوريا 2006
ان تتواجد في قرية بعيدة من مداشر المغرب المنسي طعم الحصول على شهادة الباكالوريا وسط عائلة تنتظر فقط من ابنها متى يظفر بمنصب يخفف تقل المعانات لدى اسرة اكبر ابناءها مرشح لنيل شهادة
الباكالوريا . نجاحه الاكبر انه محظوظ بمتابعة الدراسة و استطاع ان يتخلف عن مواعيد قطار الهجرة لممارسة مهنة الجبص بشمال المغرب او العمل داخل الضيعات الفلاحية بنواحي اكادير لمساعدة عائلة راسمالها عدد الابناء التي تشتغل خارج القرية . واستطاع مقاومة شعور ان الدراسة مجرد سنوات الضياع خصوصا عندما تلتقي احد زملاء الدراسة لم يتخلف عن موعد القطار واختار شمال المغرب . بلباس يليق بمقامه و يحدثك عن مغامراته في عالم لا تستطيع ان تتخيله حتى ظننت نفسي اخترت طريق المتاعب و الحرمان من سعادة كنت اراها في وجوه زملائي عند عودتهم خصوصا مع اقتراب عيد الاضحى وهي فرصة لا تعوض لتختار موعد السفر . والا ما كنت استطيع ان اجد تفسير لقسمي بمدرسة قريتي في السنة الاولى ابتدائي يضم ازيد من 50 تلميذ لم يستطع الصمود انذاك الا اقرب اصدقائي محمد اختار معي نفس الطريق . كنت انتظر بشغف يوم الخميس من يونيو 2006 وهو اليوم الذي سيعلن فيه عن نتائج البكالوريا لقد طال انتظاري لكوني لا انتظر نتيجة الباكالوريا في الحقيقة بل انتظر يوم سفري الى نواحي اكادير للاشتغال في احد الضيعات الفلاحية و هي بمتابة عطلة سيعدة بالنسبة لي فكل يوم تأخير عن نتائج البكالوريا ما هو الا ضياع يوم عمل بالنسبة لي و بالتالي ضياع 40 درهما من ميزانيتي . في صباح يوم الاربعاء طلبت من امي جمع حقيبة ملابسي ، جلست بجانبها و هي تقوم بخياطة بعض من ثيابي تنصحني والدموع تغمر عيناها لان احد فلذات كبدها سيسافر الى مدينة بعيدة لقضاء عطلته في منتزه ضيعة فلاحية ، بينما انا كنت استغل تلك اللحظة لتمرير ميزانية كافية للسفر . بعد توديع افراد العائلة و الحصول على تلك الميزانية التي خضعت للمناقشة كباقي الميزانيات في الدول الديمقراطية لكن لا تهم قيمتها ما دام دعواتهم برفقتها اكيد ستفي بالغرض ، وبعد ازيد من 5 ساعات على مثن شاحنة من نوع بيتفورد وصلت الى تندوث هنا يمكن لي الحصول على اي معلومة عن نتائج الباكالوريا قبل الوصول الى ثانوية ابي القاسم بسكورة ، الوقت متاخر لدى كان علي المكوث هنا الى الغد ، فصادفت اصدقاء لي (حسن ، جمال ،رشيد ،محمد......) بقرب مقهى انترنيث تعود الى احد اساتذتي ايام الاعدادية ستتحول فيما بعد الى مقهى الواحة ثم الى متجر حاليا ،سألوني عن نتيجة الباكالوريا اجبتهم انني لست على علم بها فأدلوني انني يمكن الحصول على النتيجة عبر الانترنيت ، فصارعت للحصول على مكان داخل المقهى التي تعرف اكتظاظا نظرا لحداتة صبيب الانترنيث بالمنطقة و حب الاكتشاف الدي يصيب شباب المنطقة رغم ثمنها الباهض انداك ، بعد ان اتى دوري اثر تدخل صديقي حسن لعجلة مهمتي التي تتجاوز المواقع التي يتصفحها باقي الزبناء ، تاكدت اخيرا انني من بين الحاصلين على باكالوريا 2006 لم تغمرني السعادة كثيرا لانني حثما ينتظرني اصدقائي خارج المقهى قصد تقديم لهم زردة و هي عبارة عن مشروب غازي من الحجم الكبير و هو مايشكل بالنسبة لي فتح باب من الخسارة في ميزانيتي الضئيلة التي حصلت عليها بعد مفاوضات عسيرة و استعمال لوبي الضغط لكن يجب علي ان اتظاهر انني تغمرني سعادة لا توصف بينما نحتسي المشروب بدأت تغمرني السعادة حقا لان حديثنا عن الجامعة بمدينة اكادير قد ينسينا ايام القحط و الجفاف بالقسم الداخلي وبات تفكيري منصب على نتائج زملائي ممن اتقاسم معهم لحظات جميلة بالقسم الداخلي (رشيد ، رضوان ،مصطفى ، عز الدين ، كمال .......) .في ليلة الخميس لا استطيع النوم ظل تفكيري منشغل بمستقبلي و بايجاد ضيعة فلاحية استطيع من خلالها الحصول على مبلغ يساعدني في التأقلم على اوضاع مرحلة جديدة خصوصا انني سأضطر للسفر ايام العمل للاجتياز بعض المباريات لربما يحالفني الحظ لتفادي كلية العلوم خصوصا و ان حلم التوظيف تبخر بعد تغيير شروط ولوج مركز تكوين المعلمين في نفس السنة ، صباح يوم الخميس التقيث داخل تانوية ابي القاسم بعض اساتدتي هنئوني فحصلت على الشهادة و سفرت الى اكادير املا في ربح مزيد من الوقت لربح اكبر عدد يوم عمل .اثناء وصولي الى منطقة شتوكة حالفني الحظ ووجت عمل رفقة ابناء من قريتي في اليوم الاول من العمل و اثناء خروجي من الضيعة ومرورنا بقرب منزل من نوع فيلا سمعنا صراخ النساء و غناء وزغاريد و هو ما قد يعفينا من وجبة العشاء ما دام ان الامر ربما يتعلق بزواج احد جيراننا في العمل لتكون صدمتي كبيرة بعد ان علمت ان الامر لا يتعلق بزواج ولا ختان بل حصول بنت الجيران على شهادة الباكالوريا .ثرى ما الذي يجعل باكالوريا امزري مختلفة عن باكالوريا سيدي بيبي . فانهالت علي العديد من التساؤلات لم اجد لها الجواب انداك .هكدا كانت فرحتي بباكالوريا 2006

ليست هناك تعليقات