قررت حدف حسابي على الفيسبوك ، تجربتي مع منصة فقد تقتها

وداعا "فيسوك"،.

لماذا قررت حذف حسابي على فيسبوك؟ تجربة شخصية مع منصة فقدت قيمتها

منذ ظهوري الأول على منصة فيسبوك في عام 2012، كانت لدي طموحات كبيرة بأن تكون هذه المنصة نافذة إلى عالمٍ جديد من التواصل والمعرفة. توقعت أن أجد فيها وسيلة لبناء علاقات اجتماعية، متابعة الأحداث العالمية، والاستفادة من المحتوى المميز. لكن مع مرور السنوات، بدأ فيسبوك يتحول إلى عبء حقيقي يستنزف وقتي، جهدي، وحتى مواردي المالية. بعد أكثر من عقد من الاستخدام، قررت حذف حسابي نهائيًا، ولأسباب سأناقشها بالتفصيل في هذا المقال.

فيسبوك: من وسيلة للتواصل إلى مضيعة للوقت والجهد

عندما بدأت باستخدام فيسبوك، كان الهدف واضحًا: البقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة، ومعرفة آخر الأخبار والمواضيع المثيرة للاهتمام. لكن مع مرور الوقت، أصبحت المنصة مزدحمة بالمحتوى التافه والمكرر. ظهور ميزة "ريلز" كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث انتقل فيسبوك إلى مستوى جديد من التشتت، مع مقاطع فيديو قصيرة بلا هدف ولا قيمة.

على عكس المنصات الأخرى مثل "كورا" (Quora)، التي تركز على الإجابات المدروسة والأسئلة العميقة، أصبح فيسبوك مكانًا تسيطر عليه العشوائية والمنافسة على الانتباه. لا محتوى تعليميًا جادًا، ولا نقاشات تثري الفكر. بدلاً من ذلك، وجدت نفسي محاصرًا في دوامة من المنشورات الفارغة والجدل غير المثمر.

فيسبوك: شارع رقمي بلا محتوى هادف

في كل مرة كنت أفتح فيها تطبيق فيسبوك، كنت أشعر وكأنني أدخل شارعًا مزدحمًا مليئًا بالأحاديث المكررة والضوضاء. كل منشور يشبه الآخر، وكل صفحة تسعى لجذب الانتباه بطريقة سطحية. الصفحات التي تهتم بالمواضيع الجادة والتعليمية قليلة جدًا، وتغرق وسط زخم من الإعلانات والمحتوى الترفيهي المبتذل.

تحول فيسبوك إلى مساحة تعكس الواقع المحبط للشارع أو المقاهي، حيث تتكرر الأحاديث والأفكار بشكل ممل. بدا لي وكأنني أهدر وقتي على منصة بلا روح.

عقد من الاستخدام دون فائدة

رغم استخدامي لفيسبوك منذ عام 2012، لم أشعر أبدًا أنني استفدت منه بشكل يذكر. على مدار هذه السنوات، لم أتمكن من بناء صداقات حقيقية. العلاقات على فيسبوك سطحية، قائمة على الإعجابات والتعليقات، دون أي تفاعل إنساني حقيقي. أدركت أن الوقت الذي قضيته على فيسبوك كان يمكن أن يُستثمر بشكل أفضل، سواء في تحسين مهاراتي، أو تعلم أشياء جديدة، أو حتى التفاعل مع العالم الحقيقي.

استنزاف المال والخصوصية

جانب آخر دفعني إلى حذف حسابي هو استنزاف المال بطرق غير مباشرة. الإعلانات المستهدفة، التي تُظهر المنتجات والخدمات بناءً على أنماط التصفح، كانت دائمًا تغريني بشراء أشياء لا أحتاجها فعليًا. إلى جانب ذلك، كانت مخاوفي بشأن الخصوصية تتزايد، خاصةً مع تزايد الأخبار عن استخدام بيانات المستخدمين بشكل غير أخلاقي.

حذف فيسبوك: بداية جديدة أكثر إنتاجية

بعد حذف حسابي، شعرت بتغير كبير في حياتي. لم أعد مقيدًا بالتحقق المستمر من الإشعارات أو تصفح المنشورات المكررة. أصبحت أكثر تركيزًا، وأكثر قدرة على استثمار وقتي في أنشطة تعود بالنفع عليّ.

على سبيل المثال:

• بدأت قراءة المزيد من الكتب التي أجلتها لسنوات.
• استثمرت وقتي في التفاعل على منصات مثل "كورا"، حيث أجد نقاشات عميقة ومحتوى ثري.
• أصبحت أكثر وعيًا بالطريقة التي أستهلك بها المعلومات، وأصبحت أبحث عن الجودة بدلًا من الكمية.

دروس مستفادة من التجربة

1. التخلص من التشتت: فيسبوك كان مصدرًا دائمًا للضوضاء الذهنية. الابتعاد عنه منحني وضوحًا وتركيزًا أكبر.
2. إدارة الوقت بشكل فعال: بعد حذف حسابي، أدركت كم من الوقت كنت أهدره، واستثمرته الآن في أنشطة مفيدة.
3. البحث عن البدائل ذات القيمة: منصات مثل "كورا" أثبتت أنها تقدم محتوى تعليميًا ومفيدًا، على عكس فيسبوك الذي أصبح مكانًا للسطحية.
4. تقدير التواصل الحقيقي: العلاقات الحقيقية تأتي من التفاعل الواقعي، وليس من الإعجابات الافتراضية.

هل يجب عليك حذف حسابك؟ أسئلة لتأملها

إذا كنت تفكر في حذف حسابك على فيسبوك، قد يكون من المفيد أن تسأل نفسك الأسئلة التالية:

• كم من الوقت تقضي يوميًا على فيسبوك؟ وهل هذا الوقت يعود عليك بفائدة؟
• هل تشعر أن المحتوى الذي تتصفحه يضيف شيئًا لحياتك أو يثري معارفك؟
• كيف يؤثر استخدامك لفيسبوك على إنتاجيتك وعلاقاتك الحقيقية؟
• هل شعرت بأنك مستنزف عاطفيًا أو ماليًا بسبب الإعلانات أو النقاشات السطحية؟
• هل هناك بدائل أخرى يمكنك استثمار وقتك فيها للحصول على محتوى أكثر قيمة؟

الختام

حذف حسابي على فيسبوك كان خطوة جذرية، لكنها كانت ضرورية لتحسين جودة حياتي. أدركت أن العالم مليء بفرص التعلم والتواصل الحقيقي بعيدًا عن الضوضاء الرقمية. إذا كنت تشعر أن فيسبوك أصبح عبئًا في حياتك، ربما حان الوقت لتجربة الابتعاد عنه واستثمار وقتك فيما ينفع.

ما رأيك؟ هل تعتقد أن فيسبوك ما زال يقدم قيمة حقيقية؟ أم أنه أصبح مجرد منصة للتشتت والسطحية؟ شاركنا أفكارك وتجاربك في التعليقات!